حكم إستخدام الواتساب: لقد من الله على عباده بنعم كثيرة لا تعد فتحصى ولا تحد فتستقصى قال الله إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها. ومن نعم الله على الإنسان وسائل الاتصال المعاصرة التي بلغت شأنا من حيث التطور والسرعة ومثال ذلك خدمة الواتساب التي انتشرت في الآونة الأخيرة كثيرا. وهذه الأدوات المعاصرة سلاح ذو حدين يمكن أن تستخدم في الخير أو الشر فمثلا يمكن أن ترسل بها مسائل فقهية تنفع الناس أو مواعظ وتنبيهات وهذا من باب الخير. ويمكن أن تستخدم في نشر المحرمات واغتياب الناس والوقوع في أعراضهم أو نشر الكذب والخداع وهذا من قبيل الشر. والواجب على الإنسان أن يشكر نعمة الله بالقول واللسان ولقد وعد الله الشاكرين بالزيادة فقال ولئن شكرتم ﻷزيدنكم. وشكر النعمة لايكون بصرفها فيما يغضب الله بل إن هذا التصرف كفران لنعمة الله وسبب لزوال النعمة وما يظهر من كثير من الناس في رسائل الواتساب هو للاسف كفر بهذه النعمة فالرسائل التي تحتوي على المحرمات كثيرة وبصور متعددة منها:
1- إرسال الرسالة التي فيها أن رجلا رأى النبي وفيها كذا وكذا فمن بلغها حصل على خير ومن لم ييلغها حصل له مكروه وشر له أو ﻷهله وهذا كله من باب الكذب على الله.
2- الرسائل التي تحتوي على صور محرمة خليعة أو روابط لمقاطع غنائية أو خليعة.
3- الرسائل التي فيها اتهام للناس بالباطل أو غيبة أو كذب. وهذه الصور التي ذكرتها ماهي إلا مثال فقط وهذا الإستخدام حرام وكبيرة من كبائر الأثام وذلك من وجوه:
1-هذه الخدمة من نعم الله وصرف النعمة في معصية الله كفر بنعمة الله ومن كفر فإن الله غني عن العالمين.
2- هذه الخدمة ليست مجانية بل يدفع لها مقابل مالي والإنسان مسؤول عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وبذله في الحرام حرام.
3- الوقت الذي يبذله الأنسان في هذه الرسائل وهو وقت طويل يسأل عنه يوم القيامة ويحاسب عليه وصرفه في الحرام حرام. وخلاصة الحكم فيها يعتمد على محتواها فإن كان خيرا فإرسالها خير وبر وإن كان شرا فإرسالها محرم وشر. وينبغي لمستخدم الواتساب أن لا يشغل وقته فيها أكثر من المحتاج ولو كانت رسائل مباحة إذ الإنسان مسؤول عن وقته وماله ولا ينس الإنسان أن المال مال الله قال تعالى وءاتوهم من مال الله الذي آتاكم. فلا يصح العبث بالمال والوقت دون طائل. والله أعلم