تنبيهات
من مصححه الإمام الفاضل الشيخ عبد الله بن حميد السالمي عفا الله عنه وأكرمه
بسم الله الرحمن الرحيم
( التنبيه الأول ): اعلم أن هذا المسند الشريف أصح كتب الحديث رواية وأعلاها سندا وجميع رجاله مشهورون بالعلم والورع والضبط والأمانة والعدل والصيانة كلهم أئمة في الدين وقادة للمهتدين ، هذا حكم المتصل من أخباره ، وأما المنقطع بإرسال أو بلاغ فانه في حكم الصحيح لتثبت راويه ولأنه قد ثبت وصله من طرق أخر لها حكم الصحة فجميع ما تضمنه الكتاب صحيح باتفاق أهل الدعوة وهو أصح كتاب من بعد القرآن العزيز ، ويليه في الرتبة الصحاح من كتب الحديث .
( التنبيه الثاني ) : اعلم أن هذا المسند الشريف جميعه من رواية الربيع عم شيخ من شيوخه . وان للربيع زهاء خمسة وعشرين شيخا أخذ عن جميعهم وأكثر ما أخذ عن ضمام بن السائب البصري العماني عن جابر ثم عن أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة ثم أبي نوح صالح بن نوح الدهان البصري العماني ثم باقي الشيوخ وروايته عن ضمام قد اعتنى بجمعها الشيخ أبي صفرة عبد الملك بن صفرة ، ثم أكثر ما فيه من رواية أبي عبيدة عن جابر بن زيد وهو أحد شيوخ أبي عبيدة ، وله شيوخ كثيرة وأكثر ما أخذ عن صحار ابن العباس العبدي ، فالموجود في هذا الجامع انما هي روايته عن بعض شيوخه ، وأما روايته عن باقي الشيوخ فهي في غير هذا الكتاب .
( التنبيه الثالث ) : اعلم أن مرتب الكتاب وهو أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم ابن مياد الوارجلاني قد ضم إلى المسند آثارا احتج بها الربيع على مخالفيه في مسائل الاعتقاد وغيرها وهي أحاديث صحاح يعترف الخصم بصحتها وجعلها المرتب في الجزء الثالث من الكتاب ثم أنه ضم إلى ذلك روايات محبوب بن الرحيل ابن سيف بن هبيرة القرشي عن الربيع وروايات الإمام أفلح بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن الرستمي عن أبي غانم بشر بن غانم الخرساني ومراسيل جابر بن زيد وجعل الجميع في الجزء الرابع من الكتاب فكانت أجزاء الكتاب أربعة : الأولان في أحكام الشريعة من أولها إلى آخرها بالسند العالي .
( التنبيه الرابع ) : ذكر البدر الشماخي أن أبا يعقوب أدخل في هذا الكتاب روايات الربيع عن ضمام والحال أنه لا يوجد فيه من هذا الطريق إلا حديث واحد في باب ما يجوز من النكاح وما لا يجوز في تزويج النبي r لميمونة ، وفي باب ما يجب الوضوء حديث رواة الربيع عن أبي عبيدة عن ضمام قال : بلغني عن ابن عباس يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ليس من مس عجب الذنب وضوء ولا على من مس موضع الاستحداد وضوء )) . وفي باب الضيافة والتيمم حديث رواه الربيع عن أبي عبيدة عن ضمام ابن السائب عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من آوى يتيما وقام به احتسابا لله وقع أجره على الله والله لا يضيع أجر من أحسن عملا )) .
( التنبيه الخامس ) : وقع في نسخة المسند تحريف من أقلام النساخ فاستعنا بالله على تصحيحه فاجتمعت لنا نسخ كثيرة ولكنها تتفق في مواضع على السقط حتى كأنها أخذت من نسخة واحدة فبيضنا لمواضع السقط ثم جاءتنا نسخة غلبت عليها الصحة من جناب شيخنا الكامل قطب الأئمة محمد بن يوسف أطفيش فوجدنا فيها ما أهملته النسخ العمانية فصححنا عليها نسختنا هذه فخرجت نسخة صحيحة جامعة لصواب النسخ تاركة لتحريفها . فمهما وجدت بياضا في نسخة الشرح فراجعه في هذه النسخة ، وكذلك إذا رأيت اختلافا في شيء من النسخ فان المعول في ذلك كله على هذه النسخة .
( التنبيه السادس ) : وقع في النسخ العمانيه سقط حديثين أحدهما في ذكر القرآن ، والثاني في طلب العلم ظفرنا بهما م نسخة القطب المذكورة فشرحناهما آخر الجزء الثالث من الشرح تتميما للفائدة والعلم عند الله تعالى والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .
تمت التنبيهات والحمد لله