طلب مني أحد الأخوة أن أرد على بعض الكتابات التي تحدثت حول تشابه المصارف الإسلامية والربوية فأقول إن مقالي القصير هذا ألخصه في
أربعة نقاط وهي:
الأولى: أن الشرع الحنيف لم يحبب الدين بل كره إلا إن اضطر الإنسان إليه هذا بالنسبة للمدين ولكنه أثنى على الدائن الذي يعين الفقير بالدين ولا تعارض هاهنا فالدين يريد من هذه الأمة أن تكون انتاجية أكثر من كونها استهلاكية لذلك جعل ضوابط لمن أراد أن يقترض وشدد على من تهاون في وفاء الدين الذي عليه وقد جاء في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي على من كان عليه دين إلا إن وفي قبل الصلاة عليه.
ونجد كذلك أن الشرع أوجب الزكاة لكي لا يحتاج الناس إلى الدين من أجل لقمة العيش،هذا إن طبق المسلمون ذلك وعندما طبقوه في زمن عمر بن عبدالعزيز لم يجد مخرجو الزكاة من يأخذها لاستغناء الناس فنفهم أن الشرع جعل حلولا كثيرة لمشكلة الفقر والقضاء على الدين وليس هذا محل الحديث عنها.
ولكن إن اضطر الإنسان إلى القرض فلا بد من أن يكون قرضا حلالا وهو ما يقودنا إلى التفريق بين المصارف الربوية والإسلامية وهي النقطة الثانية في هذا الجواب المختصر.
الثانية:
الفوارق بين المصارف الربوية والإسلامية وأنا هاهنا أذكر الأهم فقط دون المهم:
1- المصارف الإسلامية تقوم على أساس المعاملات الشرعية التي أحلها الشرع بخلاف المصارف التقليدية التي تبني معاملاتها على القرض الربوي.
2- المصارف الإسلامية تمتاز بتنوع الدخل لتنوع معاملاتها كالمرابحة والمشاركة والمضاربة والاستصناع وغيرها بخلاف المصارف التقليدية التي تعتمد على القرض الربوي.
3- تختص المصارف الإسلامية بهيئات الرقابة الشرعية التي تشرف على معاملات المصارف من حيث موافقتها للشرع.
4- الحساب الجاري في المصارف الإسلامية مبني على القرض الحسن ولا ربح للعميل فيه ولا يسمح بالسحب المكشوف المبني على الربح الربوي كما تجريه المصارف التقليدية.
5-يتم استثمار الودائع في المصارف الإسلامية وفق أحكام الشريعة الإسلامية بخلاف المصارف التقليدية فقد تتاجر فيما هو محرم شرعا.
النقطة الثالثة:قضية النسبة والتسعير:
أولا علينا أن نعلم أن التسعير لا يكون من قبل الدولة إلا فيما لا يجوز فيه الاحتكار وتمس حاجة الناس إليه كالكهرباء والمياه وقد طلب الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم أن يسعر لهم السوق فأبى صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: أن النسبة التنافسية التي بدأت مؤخرا ستقود إلى تقارب النسبة بين المصارف الإسلامية والتقليدية ثم إن المصارف الإسلامية حديثة عهد ولابد من إعطائها فرصة قبل أن نحكم عليها.
رابعا:المؤمن حين ينظر إلى أي معاملة يتعامل بها فإنه ينظر إلى أثرها الأخروي فالمؤمن أما أن يصبر أو أن يتدين بالحلال ولا يلجأ إلى الحرام كيف وهو يعلم أن الربا محاربة لله ورسوله قال تعالى فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله.
وكيف يصبر على حرب الله ورسوله أو كيف يصبر على الطرد من رحمته تعالى.
كتبه أحمد بن عبيد التمتمي
