عليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
يبدأ التغيير بفهم المصطلحات التي نعبر عنها فالمصرف الإسلامي لا يصطلح على مسمى القروض الشخصية بربح بل التمويل المبني على عقود شرعية كبيع التقسيط والإجارة المنتهية بالتمليك والمضاربة والاستصناع ونحوها من العقود وهذا المعاملات سأبينها في الجزء القادم من سلسة البحوث العلمية إن شاء الله فالمصرف الإسلامي لا يقرض مالا مقابل فائدة وإنما يبيع ويؤجر وفهم ذلك يعود إلى نفس عقد البيع وإليك المثال:
المصرف التقليدي يعطي المستقرض مالا لشراء بيته أو مالا ليتصرف فيه كيفما يشاء مقابل زيادة ربوية أما المصرف الإسلامي فيقول بشراء العقار ثم بيعه للزبون بعد طلبه وهو المسمى ببيع المرابحة المركبة أو الآمر بالشراء وله ضوابط بينتها في كتابي بيع المرابحة وتطبيقاته في المصارف الإسلامية وفي جواب سابق مخطوط
.وقد يلجأ المصرف الإسلامي إلى شراكة العميل في العقار حيث يدفع العميل 20% ويدفع المصرف80% ثم يقوم المصرف ببيع نصيبه إلى العميل مع تأجيره العقار حتى يستوفي ما عليه من مال وهذا العقد المسمى الإيجار المنتهي بالتمليك وفيه خلاف فقهي كباقي أغلب العقود إلا أن الصحيح جوازه بضوابط وشروط تذكر في محلها
فالفرق بينهما بين والحمدلله.
وهناك تجارب لدول حولت جميع مصارفها التقليدية إلى مصارف إسلامية كالسودان وايران وهو ما اتجهت إليه باكستان عام 2001 بل إن أوربى وأمريكا اضطرتا إلى فتح فروع إسلامية ﻷن كثيرا من الأموال بدأت تنزاح من خزانتها إلى خزائن المصارف الإسلامية.
أما مسألة النسبة المرتفعة في المصارف الإسلامية فنقطتان أود أن اتحدث عنهما:
الأولى:ارتغاع نسبة الربح في العقود الإسلامية في عمان كما نرى الآن قضية طبيعة ﻷنها في بداية النشأة ولنرجع إلى الفترة الماضية القريبة كم كانت نسبة القروص الربوية؟!
إنما نزلت نسبتها في الوقت الراهن منذ فترة قصيرة ونحن ندعوا إلى تخفيض النسبة ونرى أنها مرتفعة ولكن هذا لا يؤدي إلى حرمتها.
ثانيا:لو قدرنا استمرار ارتفاع النسبة فلأن يعيش الإنسان مع دين حلال أكبر خير له من أن يعيش مع دين ربوي أقل وهذه مسألة يشعر بها المؤمن فالربا محاربة لله ورسول ومن ذا الذي يطيق حرب الله ورسوله قال تعالى يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله.
كما أن المصرف الإسلامي له حسابات توفير وحسابات جارية مبنية على عقد المضاربة الشرعية والمقام يطول بشرح تعاملاته وعسى أن يكون الكلام عنها قريبا إن شاء الله.
كتبته من هاتفي مختصرا فلينظر فيما قلت ولا يؤخذ إلا بعدله وصوابه.
أخوكم:أحمد بن عبيد التمتمي
www.drar-eym.com