أقول باختصار شديد:
اختلف أهل العلم في لعن أو سب الشيطان فقال قوم جائز ولكن تركه أولى واستدلوا بقوله تعالى(لعنه الله…) في إبليس.
وقال قوم لا يصح واستدلوا بحديث أبي هريرة: لا تسبوا الشيطان وتعوذوا بالله من شره.
وهو مختلف في وقفه ورفعه.
وبحديث أبي تميمة الهجيمي عمن كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : كنت رديفه على حمار فعثر الحمار ، فقلت :
تعس الشيطان ، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم :
لا تقل تعس الشيطان ؛ فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم الشيطان في نفسه ، وقال : صرعته بقوتي . فإذا قلت : بسم الله تصاغرت إليه نفسه حتى يكون أصغر من ذباب.
أخرجه الإمام أحمد وأبوداود وغيرهما.
وعله قوم بكونه مرسلا وقيل هو صحيح متصل.
والذي يظهر لي جواز لعنه مع كراهة ذلك فالمؤمن ليس باللعان والأولى الأستعاذة منه كما أمر الله قال تعالى في سورتي الأعراف وفصلت:(وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)
وقال سبحانه(فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)
ولم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلعن الشيطان ولسنا متعبدين بلعنه.
ولكن لا يقال إن لعنه محرم كيف وقد لعنه الله وأما الأحاديث السابقة فمختلف فيها وعلى تقدير ثبوتها فتحمل على الكراهة لا التحريم والله أعلم.