و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته وبعد:
فإن محبة النبي صلى الله عليه وسلم عقيدة راسخة في كل مؤمن ومن مظاهر محبته محبة كل شئ موصول به وقد كان ابن عمر يقلد حركة النبي صلى الله عليه وسلم ولو لم يكن ذلك من العبادة إلا أنه يفعل ذلك محبة فيه صلى الله عليه وسلم.
وكذا ما يظهر من بعض الجماعات الإسلامية التي تتبع ما ينسب أثره للنبي صلى الله عليه وسلم وإننا نعد هذا من محبتهم له ولا ننكر عليهم ذلك.
غير أن الفاحص المتعقل المتأني يتسائل عن الدليل في ثبوت أن تكون تلك الشعرة أو ذلك السن للنبي صلى الله عليه وسلم كيف لنا أن نتأكد مع مرور ما يزيد عن 1400 سنة وما الأدلة التي تثبت ذلك.
ونخاف أن يكون ذلك من باب استغلال عواطفة المسلمين لما يعلم من حبهم العظيم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم لذا لا يمكن القطع أو الترجيح بأن هذا الشعرة أو السن تعودان للنبي صلى الله عليه وسلم
ولقد أدعى أقوام كثر على مرور الزمان أنهم يملكون أثارا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كعكازه أو عصاه وشعره وسنه ولا يمكن القول بصدق هذا الإدعاء فالمدعي يفتقر للبينة ولا بينة تدل على ذلك
والله أعلم.