نقد ذات بين الإفراط والتفريط:
إن نقد الذات ليس محمودا على إطلاقه كما أنه ليس مذموما على إطلاقه أيضا فتارة يكون النقد إيجابيا كاتهام المؤمن نفسه بالتقصير وحثها على مزيد العبادة والتزود من التقوى والعلم فالمؤمن لا يبرأ نفسه من الخطأ قال تعالى وما أبرأ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء.
ولا يأمن مكر الله ﻷنه إن أمن فقح وصل إلى الغرور.
قال تعالى فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.
كما أنه لا ينقد نفسه نقدا سلبيا فيقول أنا لا أصلح لشئ بل عليه أن يحفز نفسه لكي لا يصل إلى اليأس والقنوط ولا مكان في قاموس الشريعة لليأس والقنوط.
والضابط في التحفيز ألا يصل إلى حد الغرور.
مثال على الوسطية:إن أصاب المؤمن بلاء فإنه يتهم نفسه بالتقصير فيبحث عن الزلل إن وجد ومن ناحية أخرى يؤمن أن الله يبتلي عباده المؤمنين قال تعالى أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين.
وقال تعالى ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين.
وهو أيضا لا ينزه نفسه فيقول هذا محض ابتلاء قال تعالى ما أصابكم من مصيبة فبما كسبتم أيديكم.
وقال ما أصابك من سيئة فمن نفسك.
وقال فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.
وهو في كل أحواله يطلب المزيد من الخير قال تعالى وتزودوا فإن خير الزاد التقوى.وقال سبحانه وقل ربي زدني علما.